وماً التواريخ المضيئة في حياتنا لا نستذكرها كثيراً, ربما نحن العرب نهوى الحزن ولا نحتمل الفرح, هي عادات وتقاليد سيئة… لكننا للأسف نتوقف عند استحضار التواريخ والأحداث السوداء دون أن نحاول التعلّم من تجاربها كي لا نعيشها من جديد! نبقى نردد ليل نهار شعارات مثل “تنذكر وما تنعاد” أو “لن ننسى” وفي كل مرة ننسى ونوغل في النسيان! العقل العربي اعتاد على النسيان ربما من هول المجازر والنكبات التي عاشها, لكن المصيبة حين ينسى تاريخه وقضيته, حين ينجرّ في كل مرة الى ما تقوده اليه غريزته الطائفية والمذهبية لا ما يمليه عليه العقل!تُرى كم عدد النكبات الذي نطمح اليه كي نكتفي حقداً وكراهية وغضباً؟! الى كم مجزرة نحتاج بعد كي ندرك أن وحدتنا العربية في كل مرة تبتعد عنا أكثر من قبل؟! التعصب والكراهية في كل مكان, أحزاب وجماعات تسعى الى مخاطبة الغريزة العربية والمجتمع العربي جاهز لتلقفها والاستجابة لها دون تردد!!! من أدخل الغرائز الدينية في يومياتنا وخياراتنا السياسية؟ من أقنع المواطن العربي أنه كلما طال ذقن السياسي بات أقرب الى الله وتعاليمه؟! ما حاجتنا للجامعات والصروح العلمية طالما أننا سنرمي كل ما تعلمناه من استخدام العقل والحجج كي نصل الى استنتاجات منطقية ومقنعة؟!تعددت الأسباب والنكبة واحدة… الاحتلال, التحجّر, التعصب, الحقد, الغرائز, التضليل الاعلامي, وغيرها من الأسباب التي تسببت وتتسبب بنكباتنا العربية! ليس الكيان الصهيوني وحده من يحتّلنا, علينا أن نبحث جيداً عن أسباب تقهقرنا وتراجعنا وانغماسنا في حروبنا العربية – العربية, علينا أن نفنّد كل الشعارات التي تصلنا مغلّفة!يبقى السؤال: أيها العقل العربي متى تستعيد دورك وتنقذ ما تبقى من شعوب عربية غارقة في الجهل والتقوقع؟! ألا تكفينا نكبة فلسطين وضياعها ومحاولات محوها من ذاكرتنا وضميرنا؟! هل علينا أن نحوّل تونس وليبيا واليمن وسوريا ومصر وغيرها من الساحات العربية الى فلسطين أخرى؟!
في الذكرى الرابعة والستون, رغم كل التنكيل والقتل وتزوير الحقائق, رغم محاولات محوها من عقولنا ووجداننا, بقيت هي الحاضرة, هي الحق المطلق, هي التاريخ الذي لن تستطيع قوة في العالم تزويره أو محوه… هي فلسطين مهما مرّ من سنوات ستبقى البوصلة والقضية.
عن مُدوّنة بيســـان
أضف تعليق