هذي دمشق و ياسمينها يتربع على شرفات قلوبنا ، يملأنا بأجمل ما عبق به التاريخ من أصالة ، و غناه قاسيون من علٍ و لحنه بردى قصيدة ود في العاشقين ، أحب دمشق و أحب ياسمينة فيها هي كل الياسمين ، زرعها الله في أرضها ، فصارت عشق الأرض و لم تعد تبتسم الأرض قبل أن يعبق شذاها في الهواء الملوث فتعيده نقياً طاهراً و شجياً .
هذي دمشق كم أرثي لحال من ينعونها ، كم أشفق لحال من يريدون عزلها أو إلغائها ، لأنهم لا يتقنون سر التاريخ الذي فاح عبقه من حيطانها العتيقة ، و لا يفقهون في الحضارة التي شع نورها من هنا على اتساع العالم ، قتلهم الخوف حباً بها ، بدل أن يحصنهم حبهم لها ، أعذريهم فأعمارهم مازالت غضة دون أن تدرك كنهك ، لا يعرفون ان أم المدائن لا تموت ، يزول الله و هي شامخة لا تزول .
عشقتك فما وجدت إلى هواك سبيلا
و سرت قصدك و كم مشيت طويلا
ينازعني قلبي على شـــــوق ألم به
إلى رؤياك و كان حباً مستحيـــــلا
عرفت دربك و الأشواك تحرســـه
و أرسل الله علي طيراً أبابيــــــلا
و الله لو أعلم حبـــــــك سيحرقني
ما اخترت عن نار شظاه تبديــــلا
فكيف إن كنـــــــت جنة الرضوان
و ورداً و غاراً و ريحاناً أكاليـــلا
أحبك فجراً و صبحاً و شمســــــاً
أحبك توراة و قرآناً و أنجيـــــلا
فدعيهم يموتوا بغيظهــــــــم قهراً
أولئك الذين لا يعرفون إلا رحيلا
نوّار
أضف تعليق